Saturday, November 27, 2010

و كلانا في الصمت سجين


قصيدة لفاروق جويدة ..

عنوانها : و كلانا في الصمت سجين

لن أقبل صمتك بعد اليوم

لن أقبل صمتي

عمري قد ضاع علي قدميك

أتامل فيك .. و أسمع منك ..

و لا تنطق ..

أطلالي تصرخ بين يديك

حرك شفتيك

أنطق كي أنطق

أصرخ كي أصرخ

ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات

عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات

عار أن تبقي تمثالا

و صخورا تحكي ما قد فات

عبدوك زمانا و اتحدت فيك الصلوات

و غدوت مزارا للدنيا

خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات

****

ماذا في رأسك خبرني ..

أزمان عبرت ..

و ملوك سجدت ..

و عروش سقطت

و أنا مسجون في صمتك

أطلال العمر علي وجهي

نفس الأطلال علي وجهك

الكون تشكل من زمن

في الدنيا موتي .. أو أحياء

لكنك شيء أجهله

لا حي أنت و لا ميت

و كلانا في الصمت سواء

****


أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان

فأنا انسان يهزمني قهر الانسان ..

و أراك الحاضر و الماضي

و أراك الكفر مع الإيمان

أهرب فأراك علي وجهي

و أراك القيد يمزقني

و أراك القاضي .. و السجان ..

****


انطق كي انطق ..

أصحيح انك في يوم طفت الآفاق ..

و أخذت تدور علي الدنيا

و أخذت تدور مع الأعماق

تبحث عن سر الأرض ..

و سر الخلق ..

و سر الحب

و سر الدمعة و الأشواق ..

و عرفت السر و لم تنطق ..

****


ماذا في قلبك خبرني ..

ماذا أخفيت ؟

هل كنت مليكا و طغيت ..

هل كنت تقيا و عصيت

ظلموك جهارا

صلبوك لتبقي تذكارا

قل لي من أنت .. ؟

دعني كي ادخل في رأسك

ويلي من صمتي .. من صمتك

سأحطم رأسك كي تنطق

سأهجم صمتك كي أنطق

****


أحجارك صوت يتواري

يتساقط مني في الأعماق

و الدمعة في قلبي نار

تشتعل حريقا في الأحداق

رجل البوليس يقيدني

و الناس تصيح:

هذا المجنون

حطم تمثال أبي الهول

لم أنطق شيئا بالمرة

ماذا .. سأقول

ماذا سأقول